ساعدوني زوجي كثير الشك.. هل هو مصاب بمرض الفصام؟!

أرسلت إحدى قارئات روج تقول : “أشك أن زوجي مصاب بمرض الفصام، أحسست بذلك بعد الزواج منه،فهو كثير الشكوك في كل شيء حوله إلى درجة تجعل من المستحيل العيش معه والتأقلم مع حياته،و قد أحال حياتي إلى جحيم، فهل الشكوك تعتبر فعلاً عرضاً من من أعراض مرض الفصام؟”

و يجيب على تساؤلها استشاري أول في الطب النفسي في مدينة الأمير سلطان الطبية و العسكرية و نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية الخيرية لمرضى الفصام الدكتور إبراهيم حسن الخضير، قائلاً: “الشكوك المرضية الشديدة عرض أساسي من أعراض مرض الفصام، خاصةً ما يعرف بالفصام الزوري، فالمريض دائماً يشك فيمن حوله و بالذات زوجته، و قد يتصور أشياء غير موجودة و كذلك قد يفسر أشياء موجودة تفسيرات خاطئة،و يفسر العبارات تفسير مغايراً مثل: إذا سألها قريب:”كيف حالك؟” قد يفسرها الزوج المريض بأنها إشارة من السائل لزوجته:كيف يمكننا التواصل؟ أو أي تفسير غير واقعي و غير منطقي،حيث تسيطر الغيرة المرضية علي تفكير المريض و قد يصل الأمر إلى أن ينكر نسب أولاده اليه ويدعي أنهم ليسوا منه، ولا يكون هناك أمل في تغير هذه الفكرة مهما كانت الحجج أو الأدلة “.

ويؤكد الدكتور الخضير أن مرضى الفصام الزوري رغم أنهم يحتفظون بشخصياتهم دون التدهور إلى حدٍ ما، و استجابتهم للعلاج أفضل من مرضى الفصام الآخرين، إلا أن بعضهم لا يستجيب للعلاج بشكل جيد.

وينصح الدكتور الخضير الزوجة بأن تحاول أن تتفهم طبيعة المرض بمساعدة مختص،ففهم المرض والظروف التي يمكن ان يمر بها المريض والإعراض التي تصاحب المرض تساعد في تقبل الزوجة لتصرفات المريض وعلى مساعدته لتقليل منها، وهنا يجب إستيعاب ان المريض لا يقوم بهذه التصرفات بإرادة منه بل هي مزعجة له أيضا ويحتاج الى الدعم والمساندة لمساعدته في تخطيها.

كما  ينصح الدكتور الزوجة :”  بمساعدته ليعرف ماهو الشيء الحقيقي، فمريض الفصام يعاني الاعتقادات الخاطئة ومن عدم القدرة على التميز بين ما هو حقيقي و ماهو غير حقيقي، و يجب أن تلتزمي  بالصدق معه، و شرح له المقصد الحقيقي من الموقف ومن الحوار بشكل واضح، و في حالة الغضب من تصرفاتة  يجب أن تتجنبي إخبارة بأنك غاضبة  منه، و ببساطه قولي له أن هذه الأفكار ليست حقيقة و أتركي الأمر عند هذا الحد في المناقشة”.

و يشير الدكتور الخضير إلى أهمية أن تبحث الزوجة عن الدعم النفسي و الإرشادي من أشخاص مؤهلين لمساعدتها على تحمل الحياة الصعبة التي تمر بها مع زوجها مريض الفصام- كما أن هناك أزواج يعانون من زوجاتهن المريضات بنفس المرض و تنطبق عليهم نفس النصيحة – وفي حال ما كان هناك أطفال في سن مناسب أو أخوة للزوج فيجب إشراكهم في العلاج العائلي المنتظم، و تشجيعه على الحياة و العمل خارج المنزل و الذهاب معه إلى الأماكن العامة الهادئة و فعل الأشياء التي لا تكون كثيرة الإثارة أو مقلقة على أكثر من اللازم، و تشجيعة على متابعة و ممارسة الهوايات و المشاركة فيها حتى يتم الشفاء بإذن الله.

* لا تنسوا مشاركة الموضوع على صفحات التواصل الاجتماعي.